علم أجتماع الفلسفات
علم اجتماع الفلسفات ..
التأثير الاجتماعي والسياسي في نشأة الفلسفات والأفكار
تأليف: راندال كولينز
الناشر: جسور للترجمة والنشر- تاريخ النشر 01/01/2019
عدد الصفحات: 1400 صفحة
الطبعة: 1
مجلدات: 2
هل تنشأ الأفكار والنظريات والفلسفات نتيجة لإعمال العقل والتفكير والجدل والتأمل فقط؟ أم ثمة أسباب ودوافع اجتماعية ونفسية وسياسية وحروب وأزمات وصراعات هوياتية وطبقية ومصلحية وتطورات علمية وتقنية تمثل أحياناً المؤثر الأكبر في تكون الأفكار ونشأة الفلسفات؟ هذا ما تتحدث عنه هذه الموسوعة الضخمة التي أمضى عالم الاجتماع الأمريكي راندل كولينز 25 عاماً من العمل البحثي المستمر من أجل إنجازها، وتتبع فيها طبيعة الفلسفات والأفكار التي نشأة في اليونان والصين القديمتين مروراً بالهند واليابان، ثم تكون الأفكار والمذاهب في تاريخ الإسلام وعند المسيحية واليهودية في العصور الوسطى، وليس انتهاءً بالفلسفات والمدارس الفكرية الحديثة، راصداً ودارساً لطبيعة العلاقة الجدلية (الديالكتيك) بين علم الأفكار وعالم المادة والمجتمع والسياسة.
يرى راندل كولينز أن الباحث إذا امتلك القدرة على فهم حركة وطبيعة الشبكات الاجتماعية بما تتضمنه من علاقات وصراعات ودوافع، فسيتمكن من قديم تفسير سببي لظهور الأفكار وتغيراتها ومعرفة العوامل الفاعلة في تشكل المراحل الفكرية، الأمر الذي يقدم على اجتماع داخليا أو باطنياً للأفكار سيأخذنا إلى ما وراء التفسيرات الاختزالية التقليدية..
الحياة الفكرية هي بداية جميع الصراعات والخلافات، وقد يكون للتعليم دور في تصوير هذا الصراع عندما يستهل المبتدئون طريقهم بالتواصل مع المفكرين، هنالك تنشأ الأفكار فتكون محل نقاش بين معارض ومؤيد... ومن الصعب تجنب معقل الخلاف هذا أو إنكاره، وهذا لا يعني البتة أنه لن يحدث ثمة اتفاق مطلقاً، وعليه؛ فدعونا ننحي جانباً سؤال متى وكيف يحدث التوافق في نهاية المطاف من خلال نقاط معينة، فحتى في ذروة النقاش لا يمكن حصر عدد الآراء بصورة حاسمة.. وإن كان الصراع الفكري يقتصر - دائماً- على التركيز على مواضيع معينة من خلال البحث عن حلفاء مؤيدين لفكر ما. ليس هناك ثمة قلق من الأفراد أطراف هذا الصراع، لكن القلق - دائماً - يكمن في عدد المجموعات الضئيلة إذا وضعت في الاعتبار كنمط من التاريخ الفكري ... إلا أن الصراع مع ذلك هو مصدر الطاقة بالنسبة إلى الحياة الفكرية، وإن كان - غالبا ما يكون محدوداً بطبيعته .
يستعرض هذا الكتاب دینامیکیات الصراع، وشبكات الاتحاد الفكري التي امتدت لفترات طويلة عبر تاريخ العالم... ويدور موضوع هذا الكتاب حول دراسة علم الاجتماع الخاص بالفلسفات، وهو ما يعني: تحول المفاهيم المجردة التي تنتجها الشبكات الفكرية من الجانب الظاهري إلى أعماق الحجج الخاصة بها، ومحاولة للربط بين التاريخ الفكري للنماذج المدروسة في الكتاب وشبكة الروابط والطاقات التي شُكلت في وقت ما !!... حتى هنا أقف وأضع لكم بعض تساؤلات الكاتب وأدع لكم متعة استكشاف الكتاب وقرأته..
- لماذا الإبداعات الكبرى قليلة ؟
- من الذي سيذكره التاريخ ؟
- هل يمكن لفيلسوف بارز أن يكون منعزلًا تنظيميًا ؟
- ما مدى أهمية الروابط الاجتماعية الشخصية؟
- أين دور المرأة في تاريخ الأفكار ولم هي شبه غائبة ؟... هل للفلسفة مستقبل؟
وكما طرحت لك بعض الأسئلة بدون جوابها سأجملها ببعض الاقتباسات المتفرقة من الكتاب .
- (تنهمر الدفعات الأولى من الإبداع في أجواء التنافس لا في أجواء الاتفاق).
- ( إن المرء يحتاج إلى ميزة أن يكون كائنا اجتماعياً وفكرياً مرتبطاً بالجوهر والشبكة المركزية )...
- (عنصر توقيت طرح موضوع أو قضية للجدال والنقاش يعتبر عاملاً مهماً جداً في الاستحواذ على الانتباه).
- ( المدارس القوية تنقسم والمدارس الضعيفة تتحالف).
- (يتفرق الفلاسفة في حال القوة ويجتمعون في حال الضعف).
- (عالم الفكر يرتكز على حيز محدود من الاهتمام لا يسمح سوى لعدد محدود بتحقيق النجاح).
- ( حرية الفكر شيء رائع ولكن الحقيقة التي علينا معرفتها أنها ليست المحرك الأساسي للإبداع ).
- (يؤدي التكوين الاجتماعي للكيانات العلمية إلى الواقعية الزائفة بحد أدنى ).
الكتاب إضافة علمية مميزة وترجمته رائعة ومثرية للمكتبة العربية ..